كتبهاسليم الرقعي ، في 4 مايو 2011 الساعة: 15:42 م ثمن تحررنا من القذافي سيكون باهضا ً ولكن لا مفر من دفعه!؟ كلفة ثورتنا ستكون كبيرة جدا ً! حسب بعض التقديرات الغربية فإن عدد القتلى خلال هذه الثورة الشعبية في ليبيا قد يصل حتى الآن إلى 30 ألف قتيل هذا عدا حجم الدمار الكبير في البيوت والبنى التحتية وعدد الجرحى والمصابين والمعاقين بسبب القصف المروع الذي قامت به ولا تزال كتائب القذافي ضد المدن المحررة والثائرة فضلا ً عن مئات حالات الإغتصاب لحرائر ليبيا بأمر من العقيد القذافي شخصيا ً حسب شهادة "موسى كوسا" التي نقلها لوسائل الإعلام السيد "عبد الرحمن شلقم"!..فكلفة هذه الثورة حتى الآن- وبالقياس إلى كلفة الثورتين التونسية والمصرية بل وحتى اليمنية!- كبيرة وباهضة الثمن جدا ً.. فما وقع في ليبيا على يد "معمر القذافي " خلال هذه الأحداث من ضحايا وسال من دماء وأنتهك من أعراض وما حدث من دمار وخراب لم يحصل حتى في "غزة" عندما تعرضت للقصف الصهيوني!!!.
غرض القذافي من رفع كلفة ثورة الشعب الليبي ضده؟ وهدف الطاغية المجرم معمر القذافي وأولاده من كل هذا التقتيل والتنكيل والتدمير والتخريب والإرهاب والإغتصاب ليس هو الإنتقام والتشفي فقط من الليبيين لأنهم طالبوه بالتنحي والرحيل بل ربما يكون الغرض الحقيقي هو أن يجعلوا من كلفة هذه الثورة الشعبية كبيرة وباهضة الثمن جدا ً على أمل أن يتراجع الثوار ومحيطهم الإجتماعي – في لحظة يأس - أمام كل هذه الخسائر والرعب والدماء عن إكمال مشوار الثورة و يشعرون بالإحباط وعدم الجدوى ويقررون التوقف عن دفع ثمن هذه الثورة الباهضة التكلفة - الثورة من أجل الحرية والعدالة والعزة الإجتماعية - ولكن هيهات هيهات وكل ماهو آت ٍ آت .. فالثوار الليبيون الأحرار قد عقدوا العزم وقرروا إكمال المشوار حتى النهاية مهما كان هذا المشوار وهذا الخيار باهض الثمن!!.
الحرية والعزة تستحقان كل هذه التضحيات الكبيرة نعم فالحرية والعزة بضاعتان عزيزتان غاليتان جدا ً وباهضتان الثمن وبالتالي تستحقان التضحية من أجلهما بالنفس والنفيس!.. فليس بالخبز وحده يعيش الإنسان.. وكل الشعوب الحرة دفعت مقابل نيل الحرية والعزة وتحقيق العدالة ثمنا ًغاليا ًمن دماء أبنائها ومن إستقرارها الذليل في ظل العبودية في ثورات شعبية دموية ضد الطغاة المستبدين كما حصل في بريطانيا وفرنسا لتستمع – بعد هذه الثورات التحررية الدموية – الأجيال التالية لزمن طويل بخيرات الحرية والشعور بالعزة والفخار..فلا نامت أعين الجبناء..لذا سنقبل دفع فاتورة هذه الثورة - ثورة الحرية والعزة والعدالة الإجتماعية - مهما كانت مرتفعة الثمن باهضة التكاليف من أجل حياة كريمة وعزيزة لأولادنا والأجيال القادمة من بعدنا لقرون عديدة وأجيال مديدة..وأما الطاغية القذافي وأولاده وأفراد عصابته المقربين فلا مفر لهم من مواجهة العدالة في الدنيا والآخرة..والحكم الشرعي والحكم الشعبي فيهم معروف وهو القصاص وعقوبة المفسدين في الأرض كما وردت في نص القرآن الكريم!.. ثم مآوهم إلى مزبلة التاريخ ولن نسمح لهم بعد موتهم بأن تكون لهم "قبور" تضم جثامينهم النجسة في أرض ليبيا الحرة الطاهرة المغمورة بدماء شهداء 17 فبراير الزكية.. فنحن وإياهم أصبحنا – بعد كل هذه الدماء وكل هذه الجرائم - على طرفي نقيض إلى حد التفاني والإبادة! .. فإما هم أو نحن على هذه الأرض ولسان حال ثوار ليبيا يردد أبيات شعر للمهلهل يرثي فيها أخاه كليبا ً قائلا ً :
خذ العهد َ الأكيدَ علــي عُــمـري *** بتركي كلَّ ما حـوت الديـارُ
وهجري الغانياتِ وشُرب كــأس ٍ *** ولبــس جُـبــة ٍ لا تستــعـارُ
ولستُ بخالــع ٍ سيـفـي ورمحـي *** الي ان يخـلع الليـلَ النهــارُ
والا أن تبـــيــدَ ســـــراة بـكــــر ٍ*** فلا يبقي لها ابدا ً أثــــــــارُ
سليم نصر الرقعي
كاتب ليبي يكتب من المنفى الإضطراري