الزميل الفاضل بعد التحية .....
تعليقا على النقطة الاولي التى تطرقت اليها شاكرا وهى :
- اقتباس :
القران بشكله وعباراته وحروفه وبلاغته ولغته و ...الخ ...
و تتلخص هذه النقطة فى محورين :
المحور الاول :القول بأن القرأن لم يخرج من نطاق ما بلغه نوابغ زمانه ومن تربى وسط بيئته وأستنكارك لكون كلام القران وبالغاته كلها متوفره بلغة عربية قرشيه واضحه لا جديد فيها على حد تعبيرك
المحور الثانى :أدعائك بأن هناك من اجاد وابدع ووصل بالعباره والنص وبنيته ومقاصده مبلغا عظيما كما في كتبابات الجاحظ وبراعة قلم العقاد وقاسم امين وطه حسين ...
بالنسبة للمحور الاول :فأليك أعتراف العرب أنفسهم بأن القرأن لم يسمع بحديث مثله من قبل فكلام العرب لا يخرج عن كونه شعراً ونثراً ولا يعرف العرب غيرهما وما يذكره بعض العلماء من وجود قسم ثالث وهو " السجع " : فهو داخل في النثر ، وليس قسماً مستقلاًّ حتى جاء الله تعالى بالقرآن وأنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فبهرت كلماته عقول العرب أخذ أسلوبه بألبابهم ، فتركهم في حيرة فلا هو بالشعر الذي ينظمونه ولا هو بالنثر الذي يقولونه ، ومن قال منهم إنه " شعر " : فهو مكابر ، كاذب يعرف نفسه أنه غير صادق أو أنه لا يعرف الشعر ولو كان شعراً فما الذي منعهم من النظم على منواله ؟
فأقرأ يا سيدى الفاضل من السيرة النبوية التى أستسقيت منها معلوماتك أعتراف أبو الوليد عتبة بن ربيعة ما نصه :روى ابن إسحاق عن محمد بن كعب القرظي قال : حُدثت أن عتبة بن ربيعة - وكان سيِّداً - ، قال يوماً - وهو في نادي قريش ، ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد وحده - : يا معشر قريش ألا أقوم إلى محمد فأكلمه ، وأعرض عليه أموراً لعله يقبل بعضها ، فنعطيه أيها شاء ويكف عنَّا ؟ وذلك حين أسلم حمزة رضي اللَّه عنه ، ورأوا أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يكثرون ، ويزيدون ، فقالوا : بلى ، يا أبا الوليد قم إليه ، فكلمه ، فقام إليه عتبة ، حتى جلس إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا ابن أخي إنك منَّا حيث قد علمت من السطة في العشيرة ، والمكان في النسب ، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم ، فرقت به جماعتهم ، وسفهت به أحلامهم ، وعبت به آلهتهم ودينهم ، وكفرت به من مضى من آبائهم ، فاسمع مني أعرض عليك أموراً تنظر فيها ، لعلك تقبل منها بعضها ، قال : فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : قل يا أبا الوليد أسمع ، قال : يا ابن أخي ، إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالاً : جمعنا لك من أموالنا كيْ تكون أكثرنا مالاً ، وإن كنت تريد به شرفاً : سودناك علينا حتى لا نقطع أمراً دونك ، وإن كنت تريد به ملكاً : ملكناك علينا ، وإن كان هذا الذي يأتيك رِئياً تراه لا تستطيع رده عن نفسك : طلبنا لك الطب ، وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه ، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه - أو كما قال له - حتى إذا فرغ عتبة ، ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يستمع منه ، قال : أقد فرغت يا أبا الوليد ؟ قال : نعم ، قال :
فاسمع مني ، قال : أفعل ، فقال : بسم اللَّه الرحمن الرحيم (
حم . تَنزِيلٌ مِنْ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ . كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ . بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ . وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ ) فصلت/ 1 – 5 ، ثم مضى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فيها يقرؤها عليه ،
فلما سمعها منه عتبة أنصت لها ، وألقى يديه خلف ظهره معتمداً عليهما يسمع منه ، ثم انتهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى السجدة منها فسجد ، ثم قال : قد سمعتَ يا أبا الوليد ما سمعت ، فأنت وذاك ، فقام عتبة إلى أصحابه ، فقال بعضهم لبعض : نحلف باللَّه لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به ، فلما جلس إليهم قالوا :
ما وراءك يا أبا الوليد ؟
قال :
ورائي أني سمعت قولاً واللَّه ما سمعت مثله قط ، واللَّه ما هو بالشعر ، ولا بالسحر ، ولا بالكهانة ، يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها بي ، خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه ، فو اللَّه ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم ، فإن تصبه العرب : فقد كفيتموه بغيركم ، وإن يظهر على العرب : فمُلكه ملككم ، وعزُّه عزكم ، وكنتم أسعد الناس به ،
قالوا : سحرك واللَّه يا أبا الوليد بلسانه ، قال: هذا رأيي فيه ، فاصنعوا ما بدا لكم .
رواه البيهقي في " دلائل النبوة " ( 2 / 205 ) ، وأبو نعيم في " الدلائل " ( 1 / 304 ) وحسَّنه الألباني في التعليق على " فقه السيرة " للغزالي ( ص 113 ) .
كما أن كون القرأن يأتى من جنس ما كان يتفاخر به القوم المبعوث اليهم أدمغ دليل على انه من الله و منزل من السماء و الا فلماذا يأتى الرسول بمعجز القرأن و هو يعلم علم اليقين براعة قومة فى اللغة ؟....والشواهد التاريخية تؤكد ذلك فالله سبحانه و تعالى يختار المعجزه بما يتوافق مع المشهور و المتفاخر به في الحقبه او الفتره الزمانيه التي يبعث بها الرسول و النبي , فموسى عليه الصلاة و السلام في زمانه كانت الاقوام التي عاصرته تتفاخر على قدرتها في السحر بصوره لا نظير لها في تاريخ البشريه ....... و في زمان عيسى عليه الصلاة و السلام كان الاقوام الذين عاصروا عيسى يتفاخرون بالقدره العجيبه على ممارسة الطب و كل ما يتعلق به .....
ناهيك عن ذلك أيات التحدى التى جاء بها القرأن فتدرج في تحديهم بدايه بالاتيان بمثله ثم عشر آيات مثله ثم سوره و ثم آيه واحده فقط ! ولم ولن يستطيعوا لا هّم و لا غيرهم الإتيان بآيه منه ...و السر يكمن فى
التحدى فى حد ذاته فالسؤال الذى يطرح نفسه :
لماذا تحدى محمد العرب الاتيان بمثل القرأن و هو يعلم أن قومة بلغوا من الفصاحة و البلاغه بصوره لم تمّر في تاريخ البشريه بالكامل , لدرجة ان بيت شعر واحد من شأنه رفع قبيله و بيت آحر من شأنه هدم قبيله؟ الا يخشى بأن يأتى أحدهم بملثه ؟
أما بالنسبة للمحور الثانى وقولك أن هناك من الاقلام النابغة التى أجادت و أبدعت ووصلت بالنص و العبارة مبلغا عظيما فما عليك سوى أن تثبت حجتك و توضح الابداع و الاجادة التى فى عبارات هؤلاء كما فعل الدكتور /
مصطفى محمود مع القرأن و نضع الحكم للقارىء .....فان لم تستطيع فأعلم أنهم لم ولن يصلوا الى ما وصل اليه القرأن من أبداع فى اللغة و البلاغة ؟
بل أن من الاقلام النابغة التى تحدثت عنها_
طة حسين _حيث قال (
ولكنكم تعلمون أن القرآن ليس نثراً ، كما أنه ليس شعراً ، إنما هو قرآن ، ولا يمكن أن يسمَّى بغير هذا الاسم ، ليس شعراً ، وهذا وضع ، فهو لم يتقيد بقيود الشعر ، وليس نثراً ؛ لأنه مقيّد بقيود خاصة به ، لا توجد في غيره ، فهو ليس شعراً ، ولا نثراً ، ولكنه : ( كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ) ، فلسنا نستطيع أن نقول : إنه نثر ، كما نص على أنه ليس شعراً ).
تعليقا على النقطة الثانية :
- اقتباس :
امية الرسول ....
هذا امر يتطلب الدليل عليه اولا ........
أتريد مننا الدليل ...أذن لا عليك تفضل :
الدليل الاول :القرأن الكريم جاء فية ما نصة قوله تعالى: (
وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون)[العنكبوت:48]
قال ابن عاشور: (هذا استدلال بصفة الأمية المعروف بها الرسول صلى الله عليه وسلم، ودلالتها على أنه موحى إليه من الله أعظم دلالة، وقد ورد الاستدلال بها في مواضع كقوله: (
ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان)[الشورى:52] وقوله: (فقد لبثت فيكم عمراً من قبله أفلا تعقلون)[يونس:16]. ومعنى: (ما كنت تتلو من قبله من كتاب) إنك لم تكن تقرأ كتاباً حتى يقول أحد: هذا القرآن الذي جاء به هو مما كان يتلوه من قبل.
الدليل الثانى :السنة النبوية المطهرة جاء فيها ما نصه :عن سعيد بن عمرو بن سعيد أنه سمع بن عمر رضي الله عنهما يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
إنا أمة أمية لا نكتب و لا نحسب ، الشهر هكذا و هكذا و هكذا و عقد الإبهام في الثالثة و الشهر هكذا و هكذا يعني تمام ثلاثين )
صحيح مسلم ، ج2/716- صحيح البخاري ، ج2/675.و اللفظ للإمام مسلم .
ه
ل هذا يكفى أم لا ؟.....و أرجوك أن تلاحظ أننى قدمت أدلة من السيرة النبوية التى قلت عنها فى بداية موضوعك ما نصه (النبي وكما تخبرنا السيرة هو ابن بيئته العربيه حيث الفصاحى والعربيه لغة الشعر والشعراء والخطابة والخطباء....الخ)معنى ذلك أننى جئت اليك بأدلة من نفس المصدر الذى تستشهد به !!!
مودتى للجميع و لى عودة للتعليق