منتديات الفكر الحر لكل العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الفكر الحر لكل العرب

عبر عن فكرك بحرية تامة و تقبل فكر الاخر
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 علماني × إسلامي .. إنْ هي إلا أسماء سمّيتموها بقلم: زياد السلوادي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فكري
كبير المفكريين الاحرار
كبير المفكريين الاحرار



ذكر
عدد المساهمات : 62
نقاط : 143
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 22/12/2010

علماني × إسلامي .. إنْ هي إلا أسماء سمّيتموها بقلم:  زياد السلوادي  Empty
مُساهمةموضوع: علماني × إسلامي .. إنْ هي إلا أسماء سمّيتموها بقلم: زياد السلوادي    علماني × إسلامي .. إنْ هي إلا أسماء سمّيتموها بقلم:  زياد السلوادي  Emptyالإثنين نوفمبر 14, 2011 4:34 am

في أحد برامج ( المصارعة الحوارية ) استشهد البطل العلماني بآية قرآنية وذكر أنها من سورة ( الرمز ) ، فابتسم خصمه الإسلامي ابتسامة ماكرة وقال : ليس في القرآن كله سورة بهذا الاسم !! فاحتدّ العلماني واحتجّ بأن السورة موجودة بين يديه ورفع الورقة أمام الكاميرا ، فعاجله الإسلامي بالقول : لعلك تقصد سورة ( الزمر ) ؟ فبهت العلماني وأرتِجَ عليه وأدرك أنه أخطأ في اسم السورة واعتذر . ثم استأنفا جولاتهما التصارعية مرة أخرى .
كثيراً ما يستشهد العلمانيون بآيات قرآنية يكتبونها بصورة خاطئة أو يجتزئونها من سياقها فتدل على غير مقصودها كمن يتلو جزء الآية ( لا تقربوا الصلاة ... ) ولا يتمّها بـ ( وأنتم سكارى ) ، ونلاحظ في أغلب الأحيان أن العلماني يفعل ذلك عن جهل بأبسط قواعد البحث العلمي ، فهو لا يكلف نفسه عناء فتح المصحف ، فما بالك بدراسة القرآن الكريم والفقه الإسلامي الصحيح والبعيد عن التعصب الأعمى ؟ فأية مصداقية تكون لدى مثل هذا ( المفكر ) ؟ .
ولا يقل عنه جهلاً ذلك ( الإسلامي ) الذي يتصدى له دفاعاً عن الإسلام وهو غير كفؤ لذلك فيضرّ الدين ولا ينفعه وربما نفـّر الناس الحياديين وأعطاهم فكراً خاطئاً وحين يكون الخطأ أحاديَّ الجانب فإن من السهل تصحيحه ، أما إن كان مركـّباً أي من الجانبين ، فإن المراقب الطامع في معرفة الحقيقة من خلال جدل الطرفين لن يستطيع أن يخرج بنتيجة ، فلا يعرف أين الخطأ وأين الصواب ، وهذا هو الحادث في أغلب الحوارات التي تدور في وسائل الإعلام المختلفة بين الإسلاميين والعلمانيين .
بعض الإسلاميين يخلطون بين ما هو أصل في الدين وما هو تراث للسلف الصالح ، فيظنون التراث أصلاً من أصول الدين ، ويخلطون بين مفهوم الحداثة والتجديد ومفهوم البدع ، بحجة أن ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) ، مع أن حديثاً شريفاً آخر يقول ( من سنّ في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء.... ) ، وبالنظر الى الحديث الثاني فإن الإسلام قد ترك الباب مفتوحاً للاجتهاد ولسنّ قوانين وسنن حسنة فيها فائدة للمسلمين وللناس جميعاً .
فما هو المعيار في ذلك ؟ وكيف نفرق بين ما هو بدعة وضلالة وبين ما هو سنة حسنة وهما ( البدعة ، والسنة الحسنة ) تندرجان تحت باب الحداثة والتجديد ؟ إن الأمر أبسط مما يظن الظانون ومما يعقـِّد المعقـِّدون ، لأن رسالة الإسلام إنما جاءت لمصلحة الإنسان ، فالله تعالى ليست له مصالح ، لأن أحداً لا يستطيع أن ينفع الله تعالى بشيء ولا أن يضره بشيء ، تعالى عن ذلك علواً كبيراً ، وإذاً فمصلحة الإنسان هي المعيار ، وهي مطلقة لا يقيّدها سوى ميزان الحرام ، كيف ؟
خلق الله تعالى الإنسان وأعطاه حرية التصرف في الأرض كيف يشاء ، يأكل ما يشاء ويشرب ما يشاء ويلبس ما يشاء ، وبالتالي يختار نظامه الاجتماعي كيف يشاء ، ويبحث عن مصلحته الخاصة والعامة كيف يشاء ، ولذلك وجدت القاعدة الشرعية التي تقول ( حيث المصلحة فثمة شرع الله ) ، ولكن نظراً لقصور العقل الإنساني أمام طلاقة الحكمة الإلهية فقد اقتضت رحمة الله أن تتدخل ( بميزان حكيم ) اسمه ( لا تفعل ) ، وذلك لصيانة حياة الإنسان وجعلها أكثر رفاهية ، ولو ذهبت تقارن بين ما هو حرام وما هو مباح لوجدت أن المحرمات معدودة بينما المباحات مطلقة ، بمعنى أننا نستطيع أن نعدد المحرمات بل وأن نحصرها في كذا وكذا فقط ، مثل القتل ، السرقة ، الكذب ، الزنا ، الربا ، أكل لحم الخنزير ، الميسر ، شرب الخمر .. وهكذا ، بينما نجد باقي الأمور الحياتية الأخرى مباحة ويستطيع العقل الإنساني أن يختار منها ما يصلح لحياة الإنسان وسعادته ورفاهيته . ونلاحظ هنا أن المحرمات الخاصة بالجرائم السلوكية مثل القتل والسرقة والزنا هي في مصلحة كل فرد من أفراد المجتمع الإنساني فبالنسبة إليك فقد كفـّت يدك عن القتل والسرقة ، ولكنها في نفس الوقت كفت ملايين الأيدي عن قتلك وعن سرقة مالك ، فأنت إذاً الرابح من هذه الصفقة ، وكذلك كل فرد في المجتمع الإنساني كله .
لقد كرّمت رسالة الإسلام العقل الإنساني فلم تحرّم سوى أشياء معدودة لم يكن العقل وحده ليصل الى معرفة ضررها إلا بعد مئات أو آلاف السنين ، بينما تركت له الدنيا مباحة يفكر فيها كيف يشاء وينظم شئونها كيف يشاء .
ومن هنا نكتشف أن الإسلام لم يحدد للناس شكل نظام الحكم الذي يتبنونه ( ملكي ، جمهوري ، أمبراطوري ، خلافة ) ، ولم يفرض اسماً يطلق على الحاكم ( خليفة ، سلطان ، أمير مؤمنين ، رئيس ، مستشار ، رئيس وزراء ) ، ولم يأمر الحاكم بالبقاء في الحكم مدة معينة ( أربع سنوات ، ستاً ، مدتين ، ثلاثاً ، طيلة الحياة ) ، ولم يمنع إقامة المجالس النيابية ومجالس الشورى ، ولم يمنع أن يأتي الحاكم من خلال صناديق الانتخاب ، ولم يمنع إقامة الأحزاب التي تقدم برامج إصلاحية مختلفة ومتنوعة . كل هذه الأمور متروك لتقدير العقل الإنساني بحسب المصلحة على شرط إقامة العدل بين الناس وإصلاح أمورهم ، مع الأخذ في عين الاعتبار نبذ المحرمات ( المعدودة ) التي حددها ميزان التحريم سابق الذكر .
أما الفكرة التي تناقلتها أجيال المسلمين من كون شكل الحكم هو ( الخلافة ) فقط ، ومن كون المدة التي يظل فيها الحاكم حاكماً هي مدى حياته ، فهي فكرة خاطئة ليس لها سند من الدين ، لأن الآية الكريمة ( .. وأمرهم شورى بينهم .. ) 38 الشورى . تقضي بأنّ ما يتوافق عليه المسلمون هو الذي يكون .
وهذا يعني أن أي نظام حكم في الغرب مهما كان شكله ، لا يختلف عن شكل نظام الحكم الإسلامي إلا في قضية أركان الإيمان بالله وفي تجاوزه في نواحي الاقتصاد كالنظام الربوي وعدم وجود الزكاة ، وفي إباحته للخمر وللزنا ولإطلاقه لأنواع المطعومات المحرمة .
وإذاً فإن الخلاف بين العلمانيين والإسلاميين لا شأن له بنظام الحكم ولا بشكل الدولة ، بقدر ما أن العلمانيين يريدون تقليد الغرب في كل صغيرة وكبيرة على حساب ثقافتهم وانتمائهم لأمتهم الإسلامية ، وعلى حساب أركان الإيمان بالله في مخالفتهم لبعض الأنظمة الإسلامية التي تمس العقيدة نفسها ، وأن الإسلاميين يريدون تقليد السلف الصالح في كل صغيرة وكبيرة على حساب التجديد وضرورة أخذ تغير العصر في عين الاعتبار .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alfaqr-el7or.forumarabia.com
 
علماني × إسلامي .. إنْ هي إلا أسماء سمّيتموها بقلم: زياد السلوادي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سيف محمد .....بقلم الكاتب الإسرائيلي يوري أفنيري !!
» ساويرس مواطن مصري ...بقلم / عبد المنعم الشحات
» الجـمـعـيـة اللـيـبـرالـيـة الـمـصـريـة لـكـفـالـة الـيـتـيـم ...بقلم محمد راغب
» خالد منتصر والجائزة المشبوهة....بقلم محمود القاعود
» الشعار الإسلامى وفضيحة الليبراليين ....بقلم أ/ممدوح أسماعيل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الفكر الحر لكل العرب :: الحوار عن المعتقدات و الاديان :: الحوار عن العلمانية و الليبرالية-
انتقل الى: