وعد بلفور المشئوم الذي بموجبه أعطى من لا يملك من لا يستحق ، أعطت الملكة والحكومة البريطانية وعداً بإنشاء وطن قومي لليهود والصهيونية العالمية ، وذلك فى أرض فلسطين العربية المسلمة إلى أعداء السلام في العالم ، وكذلك علي السلمي ( الليبرالي) أعطي ما لا يملك إلى من لا يستحق ، فقدأعطي ما يسمى بالنخبة من ( الليبراليين ، العلمانيين ، اليساريين ، الأقلية) حق الأغلبية ، وأعطى امتيازات للمجلس العسكري لم تكن له في عصر ثورته سنة 1952م أيام عبد الناصر ، ومنها اختيار لجنة إعداد الدستور في حالة فشل مجلس الشعب في اختيار تلك اللجنة في مدة ستة أشهر، أيضا أن له نسبة في اختيار أعضاء هذه اللجنة ، وكذلك حق مراقبة وضمانة بعض البنود في الدستور ، كذلك مدنية الدولة وهي كلمة مطاطة الكل يُعرفها بطريقته الخاصة ، فلها عند ما يسمى بـ (النخبة) تعريف، ولها عند الإسلاميين تعريف آخر ، ولها عند العسكريين تعريف مغاير .... إلخ .
إن هذا العطاء السامي من السلمي لهو أكثر من عطاء الملكة ، ولذلك وثيقة السلمي تأتى قهراً على رقاب العباد الذين ضحوا بدمائهم من أجل ثورتهم ثم تأتي بسلطة أعلى من سلطة الشعب صاحب الحق المشروع في إنشاء دستوره .
إن وثيقة السلمي وما يسمى بـ(النخبة ) ليس لها مثيل في العالم و لم نسمع بها في دساتير العالم سوى في مصر لماذا ؟ لأن الشعب يريد إرادته ، وما يسمى بالنخبة يريدون فرض وثيقتهم على الجميع.
كل ما في الوثيقة باطل في عرف القانون الدستوري وذلك بشهادة فقهاء الدستور، ولكن العجب أن من ليس له وجود في الواقع والشارع شارك في الوثيقة ووافق عليها ، و أن اصحاب التأثير في الشارع ومن لهم وجود حقيقي قاطعوا تلك الوثيقة لعلمهم بأنها تخالف إرادة الشعب ، ومع ذلك تصاغ ويطَالب بها من لا يملك إلا صوته ، لكن هيهات أن يوافق عليها من قِبل الشعب !!! .
إن هذه الوثيقة المشئومة لا تمثل إلا جس نبضٍ للأغلبية لمعرفة ردة الفعل عليها ، أو كنوع من العرقلة للعملية الانتخابية ، وفي كل الأحوال أنتم تريدون أن يتحرك الشارع ضدكم .
ياعقلاء الأمة إلى متى التخبط ؟ كلما بدأت الامور في الهدوء ، ويبدأ سير العملية الانتخابية تفتعلون المشاكل التي هي بفعل فاعل ، و يقصد منها الرجوع إلى الخلف ، هل للغرب دور في ذلك بتحريك عملاء الداخل ؟
إن هناك مؤشرات لهذه الأمور ، وإن ما حدث في انتخابات تونس وانتصار لبيبا يؤرق ما يسمى بـ( النخبة) والشعب لن يسمح لأحد أن يأخذ مكتسباته التي ضحى من أجلها ، إن الشارع لنا ومليونيات الجمع لنا ، وأنتم تريدون والشعب يريد ، و هو صاحب الحق ... و لا وثيقة السلمى ولا وعد بلفور المشئوم الذي لازلنا نعاني منه ما يقرب من مائة عام .